سد النهضة | حقائق لا تعرفها عن سد النهضة الأثيوبي ... أبرزها الموقع والتكلفة وتاريخ السد وتأثيره على مصر
منذ أن أعلنت أثيوبيا عن بناء سد على مجرى النيل الأزرق، بدأت مخاوف مصر والسودان من تأثير هذا السد على امداداتها من المياه ، فسد النهضة أثار الكثير من الجدل على المستوى المحلي والدولي، نتيجة التداعيات السلبية التي تتخوف منها دول المصب " مصر والسودان "
وجدير بالذكر أن مصر وفقا للمعاهدات الدولية لها الحق فى الإعتراض على بناء أى سدود على مجرى نهر النيل، حفاظا على حصتها السنوية من المياه والتى حددتها الاتفاقيات الدولية " اتفاقية 1929 - 1959 " الأولى وقعتها مصر مع بريطانيا والثانية وقعتها مصر مع السودان ، حيث أن حصة مصر من مياه النيل تقدر بحوالى 55 مليار متر مكعب سنويا كما أن مصر تعتبر قضية المياه مسألة أمن قومى.
بعض الحقائق التى ربما لم تكن تعرفها عن سد النهضة الأثيوبي أو سد الألفية الكبير
أين يقع سد النهضة
يقع على النيل الأزرق فى منطقة ( بينيشانغول ) على الحدود السودانية وهى أرض شاسعة جافة تبعد حوالى 900 كم عن العاصمة الأثيوبية "أديس أبابا"
ما الغرض الأساسي من انشاء سد النهضة
توليد الكهرباء لتعويض النقص الحاد فى الطاقة فى أثيوبيا، وتصدير الفائض من الكهرباء للدول المجاورة، وبعض الخبراء يتوقعون ان هذا السد سيكون أكبر سد لتوليد الطاقة الكهرومائية فى أفريقيا، والسابع على مستوى العالم.
التكلفة والسعة التخزينية
تكلف المشروع حوالى 4,8 مليار دولار ومن المتوقع أن تصل إلى 8 مليار دولار للتغلب على المشاكل الجيولوجيا التى ستواجه المشروع مولت حكومة أثيوبية أغلب المشروع بجانب بعض الجهات الإقليمية والدولية التى شاركت فى بناء السد، وتصل السعة التخزينية للسد 74 مليار متر مكعب وهو ما يعادل حصتى مصر والسودان السنوية من مياه النيل.
التسلسل الزمني للسد
* فى الفترة من عام 1956 إلى 1964 تم تحديد الموقع النهائي للسد بواسطة مكتب الولايات المتحدة للاستصلاح لتخزين المياه فى أثيوبيا، وذلك خلال عملية مسح النيل الأزرق دون الرجوع إلى مصر لكن قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر واصراره على بناء السد العالى أحبط هذا المخطط لسنوات.
* فى عامى 2009 - 2010 قامت أثيوبيا بعملية مسح للموقع مرة أخرى، وبهذا أحيت فكرة البناء مرة أخرى.
* عام 2011 أعلنت أثيوبيا عن بناء السد على النيل الأزرق بالقرب من الحدود السودانية.
* أبريل 2011 وضع رئيس وزراء أثيوبيا حجر الأثاث للسد، وفى نفس الشهر أعاد مجلس الوزراء الأثيوبى تسمية السد بسد النهضة الكبير بعد ان كان يسمى " مشروع اكس " ثم أطلق عليه سد الألفية.
* فى مايو 2011 أعلنت أثيوبيا أنها ستتقاسم مخططات السد مع مصر، لدراسة مدى تأثيره على دولتى المصب ( مصر - السودان )
* مايو 2012 بدأ عمل لجنة دولية لتقييم الأثار الناتجة عن بناء السد، وفى مارس 2012 أصدرت اللجنة تقريرها بضرورة اجراء دراسات لتقييم أضرار السد على دولتى المصب.
* نوفمبر 2013 بدأت المفاوضات الفنية بين وزراء المياه للدول الثلاث لكن هذه المفاوضات فشلت وتوقفت بسبب رفض مصر تشكيل لجنة فنية دون خبراء أجانب وأنسحبت من المفاوضات.
* يونيو 2014 عقدت قمة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء أثيوبيا وتم الاتفاق على استئناف المفاوضات، وتم بالفعل استئناف المفاوضات بين الدول الثلاث.
* مارس 2015 وقع رؤساء الدول الثلاث ( مصر - السودان - أثيوبيا ) على اعلان المبادئ فى الخرطوم.
* ديسمبر 2015 تم اختيار مكتب " آرتيليا الفرنسي " بدل من " دلتارس " للقيام بتنفيذ الدراسات بجانب مكتب " بي أر ال " الذى يستحوذ على 70% من الدراسات
* يوليو 2019 التاريخ المقرر فيه أن يتم الانتهاء من مشروع السد.
تأثير بناء السد على مصر
فى البداية قلنا أن مصر تعتبر المسألة مسألة أمن قومى ، ونوهنا أن مصر لها حق تاريخى فى أخذ حصتها كاملة من مياه نهر النيل وفقا للاتفاقيات الدولية، والسد له الكثير من الأثار السلبية ليس على مصر فقط بل على دولة السودان أيضا منها:
- نقص الكهرباء المولدة من السد العالى وخاصة فى فترات الجفاف من الممكن توقف محطة توليد كهرباء السد العالى تماما، وانخفاض منسوب المياه فى بحيرة ناصر.
- التأثير الأكبر على قطاعات الري والزراعة والشرب، خاصة أثناء فترة الملء، وقد يؤدى إلى عدم القدرة على زراعة ملايين الأفدنة وهو ما سيؤثر على قطاع كبير من المصريين العاملين بمجال الزراعة، وتأثيره سيظهر على المدى البعيد على الإقتصاد المصري.
- سيزيد من الأعباء الإقتصادية للدولة لتعويض نقص الطاقة الناتج عن نقص الطاقة المولدة من السد العالى.
- نقص الطمى الوارد لدولة السودان سيؤثر على خصوبة التربة، وبالتالى ستلجأ لاستخدام المخصبات الزراعية وذلك سيؤثر بالطبع على نوعية المياه التى ستصل لمصر ، لأن هذه المياه ستتغير نتيجة المبيدات والمخصبات الزراعية وسيمتد تأثيرها على الزراعة والشرب فى مصر، وهو ما سيؤثر على صحة المصريين.
- الخطر الأكبر على مصر والسودان يكمن فى الاستهداف العسكرى للسد بعد بناءه ، أو انهياره لأي سبب سواء أخطاء فى التصميم أو لطبيعة المنطقة التى أقيم بها السد مما يؤدى إلى تدفق المياه بشكل مفاجئ ، وهو الأمر الذى ينذر بحدوث فيضانات هائلة وغرق مساحات شاسعة فى مصر والسودان.
تعليقات
إرسال تعليق